الاثنين، 28 أكتوبر 2019

الاسكندرية والزمان



الإسكندرية احد المدن المقدسة في العالم القديم والى الان تعتبر كذلك عند بعض الناس في العالم و سكان هذه المدينة أيضا ينظرون اليها كذلك ، كتب عنها كتب وروايات واشعار واغاني خلدتها في التاريخ كان ليا شرف زيارة هي هبة من عند الرب هذه المدينة كلهم مروا من هنا وتأثروا بها فلسفة واديان مكان له مكانة خاص في كتب التاريخ تأثيرها ممتد الى كل من مر بها هي سبب في تحولات تاريخية في كتب التاريخ (كما قرأت ) في احد الابحاث علمية او مقال التي قرأتها ولا اتذكرها الان  انها لها تآثير علي الذكاء سكانها بالايجاب والابداع والدليل جامعة الاسكندرية ومدى نجاح وتأثير طلابها عن العالم وكل من زارها ووقع في عشق هذه المدينة (سحرته) المدينة من ان تدخلها وكأنك دخلت فقاعة زمانيه الزمن هناك بطئ  لكي تستمتع تقريبا كل ما قضيته في تلك المدينة هو ٩ ساعات تقريبا تخيل الى ان وانا تقريبا متأكد الزمان في هذه المدينة مختلف ملخص هذا اليوم (زيارة مكتبة الإسكندرية + قراءة وتقليب في ارجاء المكتبة ومتحف سيد درويش الملحق بها وبعض المجلات العلمية متحف لتاريخ الطباعة الملحق بها وبعد ذلك كان هناك حدث في المكتبة عن افريقيا (صدفة طبعا ) سنعود مره أخرى وبعد ذلك الخروج الى احد الأسواق القريبة لاختيار وجبة الغذاء جولة في سوق ومشاهدة وتقليب بين الأسماك والمنتجات البحرية المختلفة وبعد ذلك التوجه الى احد المطاعم لكي يتم تحضير الطعام الذي قمت بشراء واختياره من السوق من بائعين مختلفين بكل اريحية واثناء تحضير غذاء في ذلك المطعم ذهبة لكي امارس السباحة في بحر في احد الشواطئ القريبة جدا في وقت الغروب تقريبا احتفاظ بلون السماء و البحر وكل ما حدث في ذلك اليوم الغذاء في رفقة القطط طبعا وبعد الانتهاء من الكل ذلك كان علينا العودة الى مكتبة الإسكندرية حضور الذلك الحدث الصغير الغني عن افريقيا كان ليا انا اغامر واعزف أحدا الطبول الافريقية والتقط الصور والفيديوهات اكتشاف الجانب الافريقي عن طريق اثارت  عزف الطبول بعزف السريع على تلك الطبول الافريقية لكي اعطي واقعية اكتر لصور التذكارية بعد الانتهاء من الحدث كان علينا التوجه الترام الى نهاية الخط هناك كانت مثل الاحمق امشي وانا انظر الى اعلى على الإضاءة المتاحة الجمال في تلك العمالرات التي صنعة بحرفية وبفن وذوق لكي تكمل هي أيضا تاريخ هذه المدينة وبعد ذلك  الى شارع النبي دنيال هناك كانت وقبل ذلك هيئة الكتاب ودار الهلال التي  وجدت طبعا فيها  كتابين لرمسيس عوض عن محاكم التفتيش وبعد ذلك جولة بداية شارع النبي دنيال الى نهايته كتب المستعملة وخصوص الطبعات القديمة خرجت من هناك بكيسين من الحجم المتوسط محملة بالكتب القديم اكثر من الجديد اذكر منها كتب  (علي شلش و مجيد طوبيا و رومانتيكيات لصافيناز كاظم و كتاب عن الفن الافريقي ) وبعد ذلك كان علي التوجه الى محطة القطار القريبة سير على الاقدام للقطار رحلة القطار هي قصة اخرى

* الزيارة كانت سريعة لظروف السفر لم اعطي المدينة حقها في الوصف وهناك اماكن فيها اجمل من ما رآيت لها زيارة اخرى لكن مع من احب 
  موسيقا والبهجة برعاية
هنا حرية الاختيار متروك لك لاختيار الاغنية  التي تريدها لان اغنية واحدة لا تعطيها حقها في  وصف هذه المدينة 

الأحد، 13 أكتوبر 2019

شامة وسحر خمرتها*




هلال هو تاجر دائماً في تجوال شمال اسوان وما بعدها وجنوبا حلفا وجوبا وما بعدهما احب الترحال والتجارة من صغره مع خاله موسى وهو مبتهج الابتسامة لا تفارقه و صاحب كلمات أنيقة من العربية والفادجيه او الكنزية رقيق جداً تعبيرات النوبية وطريقة تحدثها ببلاغة استمدها وتعلمها من جدته (سموتا دونجوا)* يمتلك حصيلة لغوية نوبية لا يضاهيه فيها الا كبار السن وفي بعض الأحيان يلجؤون اليه ان اختلفوا في تفسير كلمة نوبية قاموس نوبي يسير علي قدميه كما كانت جدته كذلك التي احسنت تربيته وتأديبه ويتساقط من لسانه عسل ليست كلمات وطويل جداً تقريبا ٢متر عريض المنكبين اسمر في سمرة طمي النيل، له صوت جميل عالي جداً خصه الله كنا كأطفال ننتظره عند عودته من رحلتها لقصصه التي كان يحيكها لنا عن رحلته وجولا ته وما شاهده من مشاهد في سفره بر او بحر  والحلوة التي يغدق بها علينا نحن الاطفال صباحا لم يكرمه الله بالأطفال لكنه كان يحب كل أطفال القرية وكان نصيب من بضائعه وهي الحلوة التي كان يجلبها لنا من رحلتها ويحكي لنا كيفية صنع هذه الحلوة واسمها ومطمأن على ان قمنا بواجبتنا اتجاه أسرنا و ويل من اشتكت له احد الأمهات عن احد الاطفال وإهماله كان بعد ذلك يقول له انه ممنوع من الحلوة في المرة القادمة بطريقة جدية جدا لكنه كان ينسى ذلك ويعطين الحلوة  مع ابتسامة الجميلة و كانت القرية كلها تعرف ليلة وصوله كان لم يعود دائم يحب العودة في المساء يدخل مساء القرية كان يدخلها من الغرب ناحية الصحراء كانت هناك تبه هناك يمتلك فيها خيمة من الخوص كانت بالنسبة له كانت خلوة هناك بئر صغير قديم جدا كأنه موصول من تحت القرية بنهر النيل كما يقال ذلك من اجدادهم موجود من زمن لكنها عمل تنظيفه وحفره وتوسيعه  كان كل مايصل الى هناك يشرب من ماءه و يغتسل منه  ويغير ثياب السفر ويلبس جلبابه الابيض  وعمته البيضاء في اليوم التاسع من سفره كانت زوجته ترسل له ثيابه النظيفة مع احد أطفال القرية و كان يصل  القرية من الشمال او الجنوب او حتى من الشرق النيل لكن كان يدخلها من الغرب وذلك لكي يجهز طاره *و يعمل على تسخينه على النار لكي يعطيه الشدة المطلوبة لكي يصدح به وهو يشذوا بأغاني الغزل النوبية الجميلة الى زوجته ( شامة )لكي تعرف بوصوله الى القرية و ليباشر الجميع بوصوله وخصوص زوجته التي تبدأ في الاستعداد لاستقباله بعد اليوم العاشر من سفره هي تعلم انه لا يستطيع يبتعد عنها اكتر من ذلك كما يردد لها هو ذلك تجهيز عطورها وتبخير منزلها بالبخور وجالسة  في دخنه كله مساء لكي تتجمل له وهي التي تعرف ما يحب منه ومن خمرتها * التي تصنعها وهي تحلم بعودته أحلام اليقظة و تتذكر الاوقات التي يكون فيها هلال معها واغانيه وغزله العفيف و الغير عفيف والصريح و هي تصنعها بنفسها في بيتها من العطور والروائح التي الجلبها اليها ( هلال )  ايضا من كل الأصقاع التي يسافر اليها وطريقتها التي ورثتها من جدتها( دهيبة) التي تسألها عنها تقريبا كل نساء القرية عنها و وطريقته كانت تخبرهم الطريقة لكنهم كانوا ويعودون ويطلبون منها من القليل من خمرته لأنها أحسن من تصنعها في القرية وخمرتها فواح وكانت تعطيهم عن طيب خاطر دائماً كانوا يقولون لها خمرتك مصنوعة بحب هلال هذا هو سحره و يبدأ هلال من خارج خيمته البوص ويخرج عرق البلح الذي يقوم هو بتقطيره من النخيل التي يملكها والتي ورثها من ابيه وامه و بعد ذلك يسكب له قليل عرق البلح  حتى يجدد طاقته وفي كوب ولا يسكره لكن لكي يعطيه القوة التي يحتاجها الى ما هو مقبل اليه وبعد ذلك يبدأ دق طاره * الى ان يدخل القرية بعمامته البيضاء وجلبابه الابيض وفي يده الطار و يسبقه رائحة المسك الذي يدفنه رمال الصحراء  هنالك في مكانه يعتقه إشاعة الشمس صباحا بحرارتها برودة الليل ويدخل كأنه ملاك يحمل الحب الى هذه القرية المنسية  يفرح ويبتهجون الاطفال وفي صوت واحد جميع المنازل لم يسمعوا صوت هلال ويذهبون الى النوم في الحال لأنهم في صباح عم هلال سوف يوزع عليهم الحلوة اما الكبار هم أيضاً يفرحون لان هذه هي ليلتهم ويدخل هلال القرية وهو يغني متغزل في (شامة ) بأغنية ( اسمر اللونة )* النساء يبدأ في التزين و يبدأنا بالتعطر بالخمرة و الاستماع الى غناء وغزل هلال في شامة ليعلمها بذلك بأنها في الطريق الى المنزل بعد ان عاد من سفره وكذلك الرجال يبدأون في العودة لأنهم يعرفون سحر هلال عندما يعود من سفره واغانيه الجميلة وهم يرفعون له ايديهم بالتحية والابتسامات  والاحضان السريعة والدعاء في السر لهذا المبهج الذي يتمنى له الذرية التي تفرح هذا البيت السلام والونس  ان شاء الله غداً طبعا هو يمشي بتمهل الى منزله حتى يعطي الوقت لزوجته لتجهيز ليلتهم  
جمال طبعا هو صديقه الذي يجلس على مصطبة * هو في انتظاره عندما يسمع صوته حتى يستعد ويهنأ بالعودة ويحتضنه لعل بعض هذا المسك يتعلق بملابسه من ملابس صديقه هنا يسكت و يضحك هلال مع صديقه وجمال ويحتضنه جمال وكأنه لحظ ابتسامة ذات مغزى على وجه صديقه هلال لأنه في المرة الماضية قال له ذلك بصراحة انه عندما يعود من سفره كل مرة يحتضنه تعلق في ملابسه رائحة المسك التي يتعطر بها احس ببعض الخجل من ذلك لكنه قاله واخرج هلال له من جيبه زجاج عطر وهذه لك وجدتها في سوق حلفا تاجر قالي انه جالبها من الهند كان رد جمال ( كريم جداً انت يا هلال  ربنا يرزقك بالذرية الصالحة يا امبيس توا  * ) أمين وجمال تركه في بهجته بالهدية ليكمل طريقة وأغنيته في هذه الأثناء ادركت شامة انها مع صديقه جمال ليهنأه بعودة هو الان اقترب من المنزل الكل يشكره في سره نساء ورجال وأطفال للبهجة التي ينشره في القرية هنا هلال متعهد البهجة على الباب هى تقف بكل شغف في انتظاره وهو قادم يتلأكع  في مشيته وهو يتغنى بشامة وجمالها نسمة صيفية حملت له راذحة خمرت شامة ليجدها تقف على الباب هي خجلة منه ومن كلماته التي اخذت تخرج لتصف رائحة خمرتها كأنها رائحة الجنة نشونا بهلال وعودته ختم هلال بدفه الخاتمة ورمى طاره واخذها في احضانه وبعد ذلك رفعها بيديه وحملها بين يديه  ودخل بها الى البيت وكأنها ليلتهم الأولى  تقريبا القرية كلها كانت تدعي لهم كبار و صغار وبعد أسبوعين تقريبا جاد الخبر الذي افرح القرية وكأن السماد كانت مفتوح على مصرعيها في تلك الليلة.



*طار : هو الدف هو آلة موسيقيا مصنوعة من جلد الحيوانات مثبته على خشب دائريه تصدر صوت عند طرقه باليد 
*الخمره : هو نوع من العطور تصنعه السيدات في المنزل عن طريق  تنظيف وتعقيم ظفرالغزال و خشب الصندل وبعد ذلك طحنه وخلطه مع الصندلية الزيت وتركه وسط دخان من خشب العود لمدة وع والخلط عدة روائح مع بعضها البعض وهذه عملية طويلة ومكلفة وتصاحبه رائحة جميلة 
(سموتا دونجوا) الترجمة من النوبية (علمته بالقرصه )
أغنية اسمر اللونه : اغنية نوبية قديمة جداً فيها ماهو المعروف والثابت والمرتجل وليد اللحظة عند بعض فيها الغزل
المصطبة : هي بناء بطول نصف متر وبعرض متر تقريبا مفروش بالرمال ملصق لجدار المنزل بجانب باب المنزل يجلس عليه الناس في العادة 
امبيس توا: ابن خالتي 
١٣/٤/٢٠١٦