الاثنين، 22 أبريل 2013

(أسطورة التؤام النوبية )

برسي : التوأم بلغة النوبية
من اقدم الحكايات عند النوبيين هي ان التوأم في الليل عندما ينامون تتحول أرواحهم الى قطط وتعبث في منازل القريب ولذلك في المساء يحذرون من ان نأذي القطط وعموما النوبيين مولعون بتربية القطط (عادة فرعونية قديم ) ومن وحي هذه الأسطورة أيوة (الأسطورة ) :-
كانت مثل اي قط عادية تخرج مساء لتلعب هنا وهناك وتدخل من هنا وتخرج من هناك وفي ان تمرح وتعبث قليل في منازل الجيران وتأكل من أكلهم وتبحث لو انهم قد جلب سمك هذا هو المعتاد معها، لكن هذا اليوم أخذت تجري خلف تلك الكرة الفضية العالية في السماء وهي متأكدة في انها تستطيع ان تصل اليه وسحر القمر يجذبها اكتر واكتر الا ان استسلمت في النهاية لتجد نفسها قد خرجت من القرية واصبحت بجانب الزراعات الموجود بعيد عن القرية على طريق كيف تعود وأخذت تصيح و تموء وتلعن هذه الكرة المضيئة الساحرة كل الخوف الان من الكلاب الضال وذئاب أيضاً ستكون وجبة سهلة وأخذت الكلاب تعو من بعيد وسط ذلك تسمع صوت غريب وأخذت تبحث عن الصوت اذا به فتى يركب حمارا من الوضح انه في طريقه للعودة من الزرعه و يدن احد الاغاني النوبية
وارهاوي وارهاوي وارهاوي شورتنج
أخذت تتبعه وتموء وهو في اندماج في أغانيه ويصدح به في طريق طربا الان وصل له صوت وأخذ يبحث عنه ليجده بسه او قطة صغيرة ويتساءل (ان كديس منا ايكروا) كيف جاءت هذه القطة الى هنا ؟ ونزل عن حماره والتقطه بيده وامسك به بيده اليسرى وأخذى يقود حماره بعصاه التي يحمله في يده اليمنى و أخذ الحمار في السير في اتجاه البيت بدون اي توجيه منه هو الحافظ لهذا الطريق حجر حجر وأخذا الفتى يتحدث الى القطة : والله انت محظوظ لو لم اسمع صوتك لكن اكلتك الكلاب الضالة او كنت وليمة للذئاب والآن سوف أخذك عندي في البيت وما ان وصل الى البيت وادخل الحمار الى الحظيرة وأنزل برسيمه الذي جلبه من اجل حماره واغنامه آخذا القطة الصغيرة بيده اليسرى وذهب الى ابيه ليخبره عن إتمام مهمته وسقاية الارض وجلب البرسيم الى الأغنام والحمار ولمح أباه القطة فسأله عنها فحكى له عن ما حدث له مع القطة وكانت امه تسمع الحوار وأخذت هي وجدته يدعون له (نور ادن بركها ) ربنا يبارك فيك وبعد ان تناول عشاءه المكون من (وياميميه) اكله نوبية تصنع من البامية والكابد نوع من الخبز يخبزه النوبيين ، وصدر الدجاجة و آخذا يأكل ويعطي لقطة التي اصبحت مستسلمه الى منقذها ونسيت موعد عودتها وما انتهاء من عشائه حتى التقط القطة وذهب الى غرفته لكي ينام بجانب جدته وما ان دخل حتى طلبت منه جدته ان يغلق الباب حتى لا يدخل ذلك الناموس المزعج وما ان اغلق الباب حتى حتى بدأت تسترجع ذكرياتها مثل كل يوم وبدأت جدته تحكي له عن البلد القديمة والنهر الذي كان يجري امام المنزل وكانها تزرع فيه شئ من الحنين الى تلك البلاد حتى هي كانت تشعر بسعادة وهي تحكي له عن طفولتها واعن اشجار النخيل مثل كل ليلة ذلك ومابين الحين والاخر تحكي له بعض المواقف والذكريات القطة أيضاً أخذت تأنث الى هذا الحديث وفجأة شعرت القطة بانقباضة وعرفت انها اصبحت مسجون هناك الى الصباح وأخذت تبحث عن طريقة لكي تخرج من تلك الغرفة وتموء ولا جواب من الفتى وجدته نيام بعد يوم طويل مثل كل يوم استسلمت وجلست ساعة بعد ساعة أخذ الوقت يمر و هي تدعو الله انه لن تحاول بعد ذلك ان تخرج بعيد منزلهم ومنزل جيرانهم او حتى تعبث عندهم و هناك في بيت ليس ببعيد كانت الام تحاول ان تيقظ ابنتها وهي لا تستيقظ محاولات عدة مما جعل الام ان تقلق وان تذهب وتنادي على ام زوجها التي قالت لها انها بنت كسول فقط ولا تريد ان تذهب الى مدرستها ولكن ما ان رأتها جدتها حتى أخذت توقظها ولا تستجيب وبعد ذلك طلبت من أمها ان تذهب الى الجيران وتجعلهم يفتحوا جميع الأبواب المغلقة داخل منازلهم ويفتحوا قدور الكبيرة المغلقة ولقد تم ذلك في الحال ولكن في نفس الوقت كانت القطة فقدت الأمل في ان يستيقظ ويفتح هذا الباب الى ان جاء صوت ينادي على الجدة لكي تستيقظ لانه اليوم قد تأخرت في نومه ولم تصلي حتى الفجر وما ان انفتح الباب فتح صغيرة كانت قطة في انتظار ذلك حتى خارجت واخذات تهرول نعود مرة اخرى للمنزل بنت الكسولة وفجأة استيقظت البنت الكسولة حتى هدأت الام وتمالك أعصابه بعد ان شاعرت انها ستفقد ابنتها واتجهت الجدة البنت في أحضانه وأخذت تربت عليها وبعد ذلك طلبت من الام ان تنادي على زوجها او ابنها في اسرع وقت ممكن ما ان ظهر ابنها حتى طلبت منه ان يركب حماره ويذهب الى قبائل العبابدة او البشارية المجاورين لهم ويجلب لها (كامي سوجا) حليب الجمال ولا يدخل المنزل الا في يده ما طلبته وبعد انقضاء النهار ظهر الاب وهو يحمل ماطلبته الجده حتى أمرت الام بان تغليه وتجلبه لها وما ان جلبته. له حتى طلبت من البنت ان تشربه فرفضت وأخذت أمها تطلب منه ان تشرب قليل فقط وبعد ذلك تناول نصفه تقريبا وبعد ذلك نظرات جدتها الى أمها وقالت من الان لا تقلقي عليها فهي لم تذهب مساء الى اي مكان او لن تتحول الى.
وتحكي الأسطورة النوبية ان علاج التؤام الذين يخرجون ويتحولون قطط الى مساء بأن يشرب حليب الجمال اي كانت فهي أسطورة

السبت، 19 يناير 2013

تاريخ النوبيين (١) (ود النجوم وغزو مصر ودفع النوبيين الثمن )


ليست دعوة للعنف ولا دعوة الى ان نكون سلبيين ولا هي استجداء لعطف احد بل هي مجرد تذكره لما حدث !!!
دعني اعود وابداء القصة من اولها لكي تتعرف على الظروف التي جعلتني أصل الى هذه النتيجة:
كومالا كومالا : (كان ياما كان ) كانت جدتي تنهر اخي الصغير الذي يبلغ ثلاث سنوات وتعمل على تخويفه من ان يخرج للشارع في المساء حتى يصيبه الأذى وكانت كلمته هي (هيلو ودنجوم هكير ايك اندي ) سيأتي ود النجوم ويخطفك (الترجمة من النوبية ) شدة انتباهي الكلمة كانت ان ود النجوم ممكن ان يكون أحد اشكال ، الشخصيات التي يتم به إخافة الاطفال مثل (آمنا الغولة او ابو رجل مسلوخ ..الخ ) وبعد ذلك بفترة من الزمن بينما أنا أقراء عن تاريخ السودان صادفت عبد الرحمن النجومي او ( ود النجوم ) فتذكرت كلمة جدتي والموقف محاولنا الربط بين ود النجوم هنا وهناك هل هو نفس الشخص او مجرد تشابه اسماء ؟؟
نعم هو نفس الشخص لكن ما هو السبب في ان يصبح مصدر للرعب ؟؟
سألت جدتي وقالت لي كانوا في (أركي قديم ) البلد القديمة في صغرهم يتم تخويفهم منه وانه سينزل ويخطفهم وأصل الحكاية انهم كانوا يغيرون على القرى النوبية ويسرقون الطعام ويدمرون ويقتلون من يعترضهم بعد ان عسكر جيش ود النجوم في سهل توشكى بعد ان قام الجيش المصري والانجليزي بقطع الإمدادات وحصر جيش ود النجوم الذي كان متجها الى غزو مصر بأوامر من الخليفة عبدالله المهدي في السودان بغزو مصر ونشر الدعوة المهدية منها الى العالم وانتهت هذه الغزوة بعد ان طلب قرانفيل سردار الجيش المصري من ود النجوم ان يستسلم فكان رد ود النجوم هو النصر او الشهادة وفي ٣اغسطس ١٨٨٩ قامت المعركة التي تم القضاء على ود النجوم فيها و وأسر ما بقى من جيشه والأطفال والنساء الذين كان يصاحبونه وبيعهم كا رقيق في مصر ودفن ود النجوم في اسوان في المقابر الموجودة حاليا امام متحف النوبة وتم نقل رفاته من فترة قريبة الى السودان بعد طلب من الحكومة السودانية ،
الجزء الخاص بالهجوم على القرى النوبية ونهبها وسرقتها لم يتم ذكره في اي من الكتب تقريبا لكن تم جلب سلاح ( ٢ او ٣ ) قطع من مركز لحماية الأهالي او تم شراءه لإنقاذ انفسهم من الهجوم الذي كانت تقوم به قوات ود النجوم كانت المقاومة تتم من البيوت التي تقع على أطراف القرى وكانت توجد بيها فتحات يتم اخراج فوهات الاسلاح وإطلاقه على الغزة
هذه المعلومات لكي عندما يأتي جيل قادم يستطيع ان يبحث عنه ويجد طرف الخيط الذي يبدأ به او تصبح أحد أساطير النوبية التي لا يريد ان يصدقها البعض .

الخميس، 3 يناير 2013

الجرجار (زي المراءة النوبية) قبل وبعد التهجير والآن


كل المجتمعات له زي خاص به يعبر عن ثقافته وملائم لطبيعة الجو والمكان ويعبر عن المجتمع الذي يعيشون فيه ،اما في بلاد النوبة فأن المراءة النوبية تتزين بالجرجار الذي يعتبر هو زي المراءة خارج المنزل في الأعياد والمناسبات الاجتماعية وفي داخل القرية وخارجهاومناسبة لحياة النوبيين وحرارة الجو العالية التي هي صفات هذا المكان
الجرجار : هو عبارة غطاء خارجي خفيفة و١/٢ شفاف لونه اسود ويتكون من قطعة واحدة ولا يوجد له ياقة و ترتديه المراءة فوق جلابية يغطي المراءة من الكتف حتى اعلى القدم ويوجد به تقريبا من ٥الى ٨ تنيات بارزة الى الخارج بمقدار ١الى٤سم في منطقة الخصر يحتاج الجرجار من ٥الى ٦ امتار من القماش وكانت هناك سيدات متخصصات شهيرات بتفصيله في كل قرية
الجرجار قبل التهجير :
كان من نوع يسمى البوال وهو خفيف بعض الشئ لون اسود ناعم يستخدم الان من قبل الجدات و الزوجة التي فقدت زوجها (أرمله) ومن اشهر انواع في تلك فترة (موضة يعني ) كان يسمى (رمش العين ) وذلك لانه في خفة رمش العين مناسبة لحياة النوبيين وحرارة الجو العالية التي هي صفات هذا المكان
الجرجار بعد التهجير :
مازالت المراءة ترتدي الجرجار و اختلاط النوبيين بثقافات اخرى في البلاد التي هجروا اليها قبائل (الجعافرة والعبابدة و البشارية الموجودة في المنطقة) وخرجت المراءة الى مجال العمل ومازالات ترتدي الجرجار واصبح الجرجار هو عنوان المراءة النوبية داخل المحافظة وبعد ذلك تم تغير شكل القماش الى قماش ذو فتحات اكبر يتم جلبه من دول الخليجية لعدم توافره في مصر وبداية خروج النوبيين الى خارج مصر والبحث عن عمل في بداية السبعينات منه ( orpit و art الخ ) كثير من الفتيات غير نوبيات دخل المحافظ اصبحنا يلبسنا الجرجار
الجرجار (الان) : بعد كان الجرجار هو زي فتيات اصبحت العباية هو المسيطر على كثير من الفتيات وخصوص الجيل الجديد مواكبة للموضة الجديدة هنا نذكر ان ما يميز المراءة النوبية هي زيها النوبي الجميل التي ترتديه يعطيها خصوصية فريدة في مصر لانه رمز لثقافة و هوية المجتمع النوبي
السردهان : (شال )هو قطعة زاهية من القماش الأحمر او البرتقالي به رسومات ذهبية ترتديه المراءة في الأفراح النوبية تقربيا أقارب العريس او العروسة (خالات وعمت والجيران ) ودائما يكون في الصفوف الاولى

من اجل المحافظة على الهوية النوبية كل ما اطلبه هو دعم الاهتمام به لمواكبة العصر (الموضة ) بتصميمات جديدة حتى لا نظلم الأجيال القادمة

ملحوظة : مرفق بعض الصور (اخر صوره لسردهان )