الثلاثاء، 18 ديسمبر 2012

حتى لا أنسى شذي تلك الزهور القديمة

ها هو الربيع مرة اخرى زهور تزدهر في كل مكان والاحتفالات بشم النسيم على وادي النيل من الجنوب الى الشمال بهذا اليوم الذي يحتفل به المصريين من قديم الازال وها أنا اتذكر شجرة حنة الجميلة الغير الممتناسقة الموجود أمام منزلنا تلك الشجرة التي زراعته جدتي من فترة طويل وهم شجرتان فقط تقريبا للحنة في قريتنا وهي احدهم اما عن هذه الشجرة عندما تزهر زهوره لتتجمع عليه النحل والدبابير و بعض الفراشات ( نادر جداً) تنشر شذه في الجو وكانت زهوره غريبة صغيرة وكثيرة ومع بعضها ليست منفردة لكنها تزهر في مجموعات كانت هي هواية لكثير من سيدات القرية الذين يعبرون من هناك ان يقطف زهور الحنة ويستمتع برائحته لتجد تلك الابتسامة الغريبة ترتسم على وجههم التي جعلتها تصغر لتصبح في ربيعها العشرين لم يستطع التهجيروالزمان ان يخفي تلك الابتسامة ولم اكن اعرف معناها لكن الان استطيع انا اعرف معناها انها رائحة ذكريات الماضي والصبا لانها شجرة قديمة كانت موجودة في قري التي غرقت كانت يزرعونها على ضفاف النيل هلا مازال يقطفون الزهور لكي يستعيد به ذكريات ويبتسمون ويقولون سامحون على قطف الزهرة وترد جدتي مسامحين (الحوار بلغة النوبية ) ويذهبون وهم يسبحون في بحر من الذكريات التي تنتقل لهم عن طريق رائحة زهور الحنة والابتسامة تخفت وتخفت الى ان تختفي وكل ما اعتقده الان اغلبهم قد رحل عن دنيانا او يجلسون في منازلهم مع احفادهم ليعيش معهم اخر أيامهم ويحكون لهم ( كومالن كومال ) ( كان ياما كان .بالنوبي )عن تلك البلاد القديمة التي كانت على ضفاف النيل كيف كانوا فيها يقضون أيامهم بين النخيل والنهر والقصص جميع وهم يسمعون وهي تنقل لهم ذلك الإرث الكبير من الذكريات التي ستصبح يوم من الايام الدافع لعودتهم الى هناك .........ربيع ٢٠١٢ يوم ١٧ ابريل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق