دائماً كومال كومال اي كان يا ماكان باللغة النوبية
جالس انا في مكتبي مراجعا بعض الملفات الخاص بالعمل ويوم مثل كل الايام العادية لكن فجأة صوت ام كلثوم يصدح من بعيد لكنه وضح وضوح هذه الشمس وفجأة تذكر أباه ذلك المتيم بسمع ام كلثوم منذ ان جلبه له هذا الراديو من القاهرة وهو لا يتركه دائماً يعمل ليصدر صوت ام كلثوم التي تتغنى (بعيد عنك حياتي عذاب ) و(امل حياتي ) وكل ذلك واصبح الراديو هو شاغله الوحيد حتى انه اصبح لا يخرج من المنزل الا ليجلس على المصطبة أو الى الذهاب في المناسبات الاجتماعية في القرية يضع الراديو على الشباك ويفتحه لكي تصدح ام كلثوم بصوته وتصنع له عالمه الساحر ينام على جانبه هو متأكن على وسادته على رمال المصطبة او جالس في بعض الأوقات سهيا في شئ لا اعرفه لكن ترتسم علي ملامحه مشاعر لا هي حزن ولا سعادة ممكن اشتياق او حنين وبعد ذلك يأخذ في ان يحكي حكايات وذكرياته ومواقف حدثت في تلك بلاد القديمة الغرقة تحت البحيرة الي أمي دائماً او لي او احد من أخواتي أتذكر ذلك اليوم الذي مات فيه كانت تتغني في ام كلثوم (وقف الخلق ينظرون أليا وأنا أبني قواعد المجد وحدي )كان مستلقين فيه علي الظهرة ناظرا الي السماء (هل تعلم نجوم والسماء جميلة من هنا وهناك كانت أجمل في صحبة النيل وكل ما زد الظلام ازدادت السماء جمال والنجوم تألق وموسيقا صامت تصنعها الطبيعة لا تسمع لكنها تهز كيانك بروعة المشهد لن تجد سماء ونجوم جميلة كهذه في المدينة لكن أنا شاهدت إجمل منها في تلك البلاد القديمة اسفل النهر التي هي اسفل النهر الموت ياولدي ليس ان تفرق الروح الجسد لكن هو ان تترك منزلك وتذهب ولا تعود وتصبح في طي النسيان هذا المنزل الذي هو اسمك وفيه كانت افراحك واحزانك وضحكاتك يحمل اسمك واسم أمي (سليمان زليخة تود) هكذا كنا نعرف بعضنا البعض بأسماء أمهاتنا انت لا تحب ذلك أنا اعرف ياود فاطمة ههههههههههه لا تخجل من امك يوما ما لا تترك يوم ما الا فقد حكمة علي نفسك بالموت تترك بيتك ينسك الناس في بلادنا لكن متأكدين من ان احد اولادك او احفدك يمكن ان يعود وتبعث مرة اخري ويتذكرك الناس لا تبيع بيتك اتركه فهو الاصل ) هنا أنتها كل شئ أنا الوحيد الذي كان لي ان اكون حاضر هذه اللحظة موته ،كانت هي المرة الاولي والا خيرة التي يسمع فيها اغنية ام كلثوم (وقف الخلق) كل مرة كانت تصدح بها يغلق راديو ويتورا عنا يخرج من المنزل كأنه نسي شئ ما كان يجب ان يقوم به عرفت ان هناك صراع داخله ان رفضه ان تغني ام كلثوم لهذا السد الذي انتزعه من جذوره صراعه الداخلي بين الضحية من اجل الوطن الاكبر مصر وخيرات هذا السد و الوطن الأصغر قريته جنته الجميلة والخراب والغرق الذي حدث لها و الخروج من الجنة تضحية من اجل الغير والذهب الي وادي الجن صحراء جبال ارض ملئ *لزا لا تصلح لا في زراعة ولا البناء الان اكتملت الصورة وذلك اليوم اخذت اهزز في ابي لكنه كان قد فارق الحياة مع نهاية هذه الاغنية وخرجت أمي وأخذت تصرخ معلنه لكل اهل القرية الموت ، عدت الي مكتبي مرة اخر بعد رحلة التي قمت بها في ذكرياتي وانا انفض عن عيني اثار الرحلة الدموع التي بداءت تتكون واخرج خارج المكتب اتنفس قليل من دخان السجائر التي تخرج من صدري هذا الالم مع دخان
النهاية وليست نهاية
*لزا :هي كأن التربة مخلوطة مع زيت او تم رش زيت عليها لا اعرف لها اسم علمي وفي انتظر ذلك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق