الثلاثاء، 24 مارس 2020

أخر اطفال القرية

من اقصى القرية خرجت في ذلك اليوم كل اهالي القرية لتوديع الطفل الكل يسأل ماذا هناك ليسمع هذا الخبر المؤسف وهو في حالة صدمة من ذلك
او متمتم بكلمات مبهمة غير واضح نتيجة الصدمة او يبكي او يحاول ان يتماسك قليل النساء هنا من كان يخجل ان بنقل لهم الرجال خبر وفاة هذا الطفل
صراخ وصدمة وجلوس على الارض وبعد ذلك رمال تغطي بها نفسها وهي تبكي و تصرخ بأسم ام الطفل تضامنا معها او طلبا للرحمة والصبر والسلوان لامه المكلومة
اخذ الخبر ينطلق مثل النار في الهشيم من مكان الى مكان حتى المزارعين لم يذهبوا الى زراعتهم الكل يجتمع في منزل     الطفل المتوفاة كلهم كبار لا وجود للأطفال
لأن اخر اطفال القرية قد مات نتيجة الحمى التي المت به بعد الهجرة ومازالت تجري في جسمه مثل الفيضان على هذا الجسم الصغير شهرين والقرية تودع كل يوم طفل
الى الحضانة لا يقل عن ٦٣ قبر في الحضانة الان ها هو قبر جديد تحتضنه هذه الجبال الغريبة بدون النيل حق هي جهنم حمرا لكن يشفع لنا انهم ذاهبين الى من رحمته وسعت كل شيء
اللون البنى غامق هو المسيطر لون الارض والوجوه وحتى الحجار هي المسيطر على كل شيء كأنهم اشباح تتحرك هناك جلابيب البيضاء   وجراجير النساء سوداء  تتحرك دون تمييز كل
يقوم بدوره في وقت الحزن اصحاب الجلاليب البيضاء لتحضير الدفن تجهيز المكان لاستقبال المعزيين بعد ذلك والنساء يتغنون بحزن (كاير انجى نوع من الرثاء المنغم يقال في الميت من العادات الاتي انقراضت كان من حظي السئ ان شاهدتها من عدة سنوات   ) على فراق هذا الطفل هذه المرة كلماتهم موجع
لان هذه المرة هو اخر اطفال القرية تخيل قرية لا يوجد فيها اطفال احساس ان هنا نسل القرية قد انقطع من يورث كل تلك المباني الغريبة والارضي العقيمة
هناك صرخة من شيخ القرية أهتز لها كل من هناك يقال ان البيوت و الارض ايضا (ملعون انت في كل كتاب ) من المقصود هنا هو كل من في القرية يعرف من لكن لا يستطيعون الى
الا ان يبكون ويتعالى النحيب رجال تبكي كل يقف يبكي نساء ورجال لم يكن هناك احد يتسند عليه ليبكي هناك من استند الجدار الذي امامه بيد واحدة وبيد الاخر يخفي بها
وجهة ومن جلس في الرمل واخذ يبكي وهو يخفي وجه بكلتها يديه وشيخ البلد متكأ على عصاها وهو يبكي ويكاد يقع وكل الذي يدور في عقله هي غضب من الله لانهم تركوا
بلادهم وهجروها الى هنا هي كذلك هم مجبورين البداية كانت بوعود انتم المهاجرين ونحن الانصار  هو نفسه كان يروج لذلك بيوت فيها مياه ساخنة وباردة وبيوت جميلة
وكبيرة وبجانب الزراعات والوطن سيقدر تضحياتكم وكل ذلك الكلام المرسل كل ذلك هو شعر به في زيارته الاول مع القادة لكي يشاهدوا حتفهم او قراهم الجديد بعد ان
اخذهم الصندل من جانب معبد ابو سمبل في قرية بلانة الى الميناء في اسوان ثم تلقفتهم ايدي الجيش هو وعمد وشيوخ البلد ونواب الشعب ذلك اليوم اسود الى
سيارات الضخمة وهم هنالك خرجوا من اسوان لمدة ساعة من زمانهم في حالة من البهجة والفرح بالأحلام السعيدة في البيوت الجديدة والضحكات القفشات في ما بينهم مثل اي احتفال جماعي يجمعهم دائم في اي مناسبة سعيدة او حزينة  وبعد ذلك اخذت السيارات طريق غريب جهة اليمين كله جبال تمر  بأراضي الصحراء التي خلف قرهم
هناك اجمل منها  جبال غريبة ارض حتى ليست مستوية حتى بيوت بيوت ام قبور لا احد يعلم هنا قال احد القادة بلانة كانت كأنها رصاصة اخترقت  قلبه وصرخ احد الرجال أبيو أبيو ( كلمات تدل المصيبة )
وبعد ذلك كأنه مدفع رشاش يقتلهم جميع يمر على جبال وبيوت مشوهة ويذكر اسم القرية وصدمة من الجميع  كأنهم يرون جهنم امامهم كل ذلك خلال ساعتين
تقريبا والكل في حالة صدمة من ذلك وفي طريق العودة حاول احد العمد ان يفتح فمه فنهره احدهم هناك وصلوا الى الميناء وكائنهم موميات فرعونية اخرجت من  مقبرة
فرعونية النزول من هذه السيارات هو الاصعب الكل يبحث ان اي شيء يتكأ عليه لكي ينزل شلل جماعي في النهاية اصطف الجميع في الصلاة صامته كلهم منكسين وجوهم الى الأرض أي لعنة هي التي اصابتنا لقد هلكنا هي بداية النهاية للأجيال القادمة وهنا انطلقت صرخة افزعته واعادته الي الواقع الأليم الذي يعيشه من تلك اللحظة الى الان انها ام الطفل تصرخ و هي تتحرك بشعر منفلت تغطيه بالرمل وتمسكها اختها من فقدت هي أيضا ابنتها من شهر مضى (بورجاد ) تلك طريقة الحزن التي منعت الان لتحريمه من قبل رجال الدين في القرية في الفترة الأخيرة ولكن لا امل في ذلك لا احد يستطيع ان يمنع ام ان تحزن علي طفله او يمنعه هو نفسه على البكاء هو الأخير في القرية كان ، كل من في القرية كان يدلل كل يلعب معه طالبته كانت أوامر أتذكر انه وجد ورقة من جريدة في الشارع فآخذ يشاهدها وجد فيها صور للعبة أطفال لسيارة طلبها من امه بالصدفة انا كانت هناك عابر وليست صدقة بل كانت عابر لآطمئان عليه هل صوته مازالا يصدح فهو الامل الباقي لهاذه القرية فتدخلت في النقاش بينه وبين امه هاتي هذه الورقة وتدخلت امه وهي في خجل من تصرفات طفلها وقلت لها انا دائما أذهب الى مدينة اسوان يمكن اجدها هناك و الله يا عمي انا خجلنا منك (واجريستي  ) الولد دة خجلني والله ، وفي اليوم التاني ذهبت الى مدينة اسوان وقد وجدت لعبة قريبة الشبه منها وجلبتها معي وعودت الى القرية وطرقت الباب وجلست على المصطبة لما فتحت امه الباب اندهشت من انا الجالس على المصطبة جانبي تلك اللفافة الصغير وبعد ذلك خرج هو محتضن امه ليرى من ذلك القادم في هذا الوقت وجدني وقالت له تعالى خد لعبتك ياعمدة كانت الفرح على وجهة وهو يسأل صحيح صحيح وينظر الى امه والى والى اللفافة  واخذا ينظر الى امه الى ان تعطيه الاذن لكي يذهب ويؤخذها واشارة له بعينها وبابتسامة ان يذهب انطلق فرحا اخذ مجلسه على المصطبة واحتضن اللفافة واخذ يفتحها كان يبكي من الفرح واخذنا انا وامها نشاهد وانا انظر اليه وانظر الي امه التي اخذت الدموع تظهر على عينيها مصاحب للابتسامة لفرحة طفلها وانا أيضا مثلها فلملمت نفسي وانا اقف لكي اذهب  وقلت له هيا الان اذهب والعب بها في الداخل حتى انقذ نفسي وامه من الحرج وشكرني واحتضن ساقي بقوة هذا الصغير كنوع من الامتنان وانا لم أتوقع ذلك مشهور انا رباطة الجأش قوي جدا أي ضعف ذلك الذي انتابني من ذلك عندما احتضنني هذا الصغير أصبحت ضعيف جدا شددت على عصاي وركعت وانا اقبله على رأسه وانا أقول لها انا مثل جدك رحمه الله واخذت ابتعد وانا امسح بكم جلبابي الأبيض قطرات الدموع والان افعل ذلك حزن على اخر طفل في القرية   

    
 الحضانة هو اسم المقابر التي كانت تحتضن الاطفال
الذين ماتوا بعد التهجير كانت نتيجة لعملية التهجير التي قامت به الحكومة المصرية للنوبيين في ظروف صعب جدا ادت لمقتل كثير من الاطفال الذين لم يستطيع ان يحتملوا ذلك موجودة تقريبا في اغلبية القوى النوبية المهجرة 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق